بلا سبب.....دون مقدمات....هي فقط تركتني و غادرت.......فتاه حمقاء....لم احببتها ؟....هي فقط.....كلا..هي كل شيء بالنسبه لي....اسير بترنح بينما زجاجه الخمر تلك بيدي...شبه ثمل....اتمنى فقط..لو أراها لمره واحده....فقط مره واحده....رفعت يدي لاضعها على صدري...اغلق عيناي اتخيلها....نبضاتي تسارعت....كالمعتاد....هي وحدها من يحركني....لكن لم...لم انا وحدي الواقع بالحب و المتألم....فتحت عيناي بعدما ارتطمت بكتف احد الفتيه الذين كانوا يسيرون بطريقي
...لكني فقط تابعت السير و لم انظر لهم حتى.....
امسك احدهم بعنقه بقوه دافعاً اياه على الحائط بقوه
...يصرخ به لان يعتذر...لكن لا رد...فقط يغلق عيناه كما لو انه يتمنى الموت.....
تلقى لكمه ثم لكمه اخرى ، ترك عنقه فتحرك قليلاً لكنه شعر بتلك اليدين التي تمسك بعنقه من الخلف لتجره للاسفل ليرتطم بقوه بركبه ذلك الفتى ، انفه الان ينزف بشده ، سقط ارضاً ، بدأ الفتيه بركله بشده بينما هو لا يدافع عن نفسه....كله بسببها....ذلك الالم الذي سببته له....لا يمكن ان يقارن بأي الم اخر بعده....." رفاق يكفي..." تكلم احد الفتيه بينما يجرهم بعيداً عنه...بقي بمكانه يتنفس بصعوبه...وقف بترنح......اكمل سيره....لا يعلم لأين يتجه..لكن قدماه تقودانه لمكان ما...دخل ذلك المبنى...يصعد الدرج خطوه تلو الاخرى بثقل بينما يتكئ الحائط...بذراعه مسح تلك الدماء...تابع الصعود بثقل.....وقف امام تلك الشقه....يسمع صوتها تضحك بمخيلته....اغلق عينيه يتخيل وجهها الضاحك...ابتسم...كما لو انه حقيقه....تلك البشره البيضاء الخاليه من الشوائب....ذلك الشعر الحريري و الملامح الطفوليه...واقع بحبها تماماً...و يتألم....كما لو انه مسجون بداخلها....اسير لها....لا يستطيع تركها تذهب ولا يستطيع ان يحبها.....عالق في هاويه لا طريق للهرب منها....صوت تلك الضحكات تحولت فجأه لصراخ متألم و شهقات...فتح عينيه بينما تغيرت ملامحه فوراً...لم ينتظر...فتح الباب بقوه و دخل ، في تلك اللحظه رآه...ذلك السافل و قد صفعها....شعر بالحراره تسري بجسده...دماؤه اصبحت ساخنه حد الغليان بعروقه ، سحب ذلك الرجل من ياقته بينما تقف بعيداً خائفه و يدها على وجنتها التي احمرت ، نبضات قلبها تسارعت...رؤيته جعلت قلبها ينبض اكثر....لكمه بقوه ثم ركله بمعدته فور ان اخفض رأسه ضربه على وجهه بقوه ليتراجع للخلف مرتطماً بالحائط...اخذ زجاجه الخمر تلك و ضربها برأسه بقوه...مما جعله يفقد وعيه...القاها بعيداً ثم نظر لتلك الفتاه ، ما تعرض له مسبقاً عاود النزيف بشده ، بشرته الحليبيه اختلطت باللون البتفسجي الداكن...شفتاه الكريزتان اصبحت شاحبه بينما يتخللها بعض الاحمرار بسبب تلك الدماء...نظراته...ما تزال غامضه بشكل دافئ...تشعرها بالامان بينما هو يتألم....تراجع ببطئ قبل ان يخرج مغادراً المكان بسرعه....بقيت للحظه بمكانها....بتلك اللحظه عرفت ان قلبها له....قبل فوات الاوان....ركضت خلفه محتضنته من الخلف.....مما جعله يتوقف بمكانه ".....لا تذهب.....انا....أحبك...." دفعها لكنه استدار و شدها اليه يحتضنها بدفئ...."....ذلك متأخر.....انا....في نهايه حياتي بالفعل..." همساته تلك جعلت عيناها تتوسع....شدت عليه..." لا تذهب....تشيبال....ابق معي.....لا احد لدي سواك..." تجمعت الدموع بعينيها لكن لا رد منه............سقط فجأه على الارض بينما اضطرب تنفسه ، توسعت عيناها و انخفضت له "...انيا ! تشيبال ! لا تغادر ! " تخرج هاتفها بسرعه لتتصل بالاسعاف...عده دقائق قبل ان تركض خلف ذلك السرير الابيض المتوجه لغرفه العمليات....تنتظر بالخارج و الندم يأكلها حيه......فقط بقيت بمفردها مع تلك الدموع التي تستمر بالسقوط......انتهى بها المطاف نائمه على الكرسي.......شعرت بيد تهزها بلطف...فتحت عينيها....و تمنت انها لم تفعل......بعدها لم ترى سوى تلك الدموع المتساقطه....ترتدي ذلك الزي الاسود بالقرب من تلك اللوحه الصخريه ، تتساقط دموعها بينما تضع الورود عليه.....
"....آيو...تعلمين انني أحبك اليس كذلك ؟ " بينما هي باحضانه يضمها له همهمت ثم نظرت له...طبعت قبله على وجنته فأحمرت وجنتاها ، قرصها بخفه ثم وضع رأسه على كتفها يبتسم...."...انتي لي...ان تجرأ احد على لمسك...فلن يرى شمس الغد....فتاتي لا يمكن لاحد ان يؤذيها ما دمت حياً....ايضاً...انتي تعلمين انني دوماً بجانبك صحيح ؟ " همساته تلك ، اصبحت دموعها تتساقط " اجل...اعلم....انا اسفه....حقاً اسفه...."
END