ﺗﻘﺮﺭ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ
ﺯﻣﺰﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﻣﺪﻯ
ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ
ﻟﻠﺸﺮﺏ ..
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺃﺣﻤﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺪﻯ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺤﻴﻦ ، ﺃﻧﻪ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﺠﻤﻊ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎﺭﺁﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ
ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻥ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻴﺎﻩ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﻃﻮﻟﻬﺎ 18 ﻗﺪﻣﺎ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ 14 ﻗﺪﻣﺎً ، ﺗﻮﻓﺮ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ
ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ﻣﻨﺬ ﺣﻔﺮﺕ ﻣﻨﻌﻬﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ..
ﻭﺑﺪﺃ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻘﻴﺎﺱ ﺃﺑﻌﺎﺩ
ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﻪ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ،
ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻻﻏﺘﺴﺎﻝ، ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻟﻴﺼﻞ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ،
ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﺪﺧﻞ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻏﻴﺮ
ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎً .. ﻭﻫﻨﺎ ﺧﻄﺮﺕ ﻟﻤﻌﻴﻦ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻭﻫﻲ ﺷﻔﻂ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻀﺨﺔ ﺿﺨﻤﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻟﻨﻘﻞ
ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺎﺕ ، ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﻨﺨﻔﺾ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺭﺅﻳﺔ
ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺷﻲﺀ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺸﻔﻂ،
ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻭﻫﻨﺎ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﻝ
ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺷﻔﻂ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻴﺎﻩ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺤﻠﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﻨﺒﻊ
ﺑﻨﻔﺲ
ﻣﻌﺪﻝ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﻪ
ﺍﻟﻤﻀﺨﺔ ، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﺑﺎﻟﻤﻀﺨﺔ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺎﻡ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﻴﺘﻢ ﺇﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ،
ﻭﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﻣﻜﺔ ﺍﺳﺘﻔﺴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻥ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺟﺎﻓﺔ ..
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻣﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ
ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ، ﻓﺎﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﻧﺴﺒﺔ ﺃﻣﻼﺡ ﺍﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﺴﻴﻮﻡ،
ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ
ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ ﺗﻨﻌﺶ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻨﻬﻜﻴﻦ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ
ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ !!
ﻭﺃﻓﺎﺩﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺻﺎﻟﺤﺔ
ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻭﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺑﺌﺮ ﺯﻣﺰﻡ ﻟﻢ ﺗﺠﻒ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ،
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ، ﻭﺃﻥ
ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺸﺮﺏ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻌﺘﺮﻓﺎً ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﺑﺸﺮﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻨﻌﺸﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ
ﺑﻬﺎ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﻻ ﻳﺘﻢ
ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﻠﻮﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ
ﻋﺎﺩﺓ
ﻣﺎ ﺗﻨﻤﻮ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﺑﺎﺭ،
ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ
ﺃﻣﺎ ﺑﺌﺮ ﺯﻣﺰﻡ ﻓﻼ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﻓﻄﺮﻳﺎﺕ
ﺃﻭ ﻧﺒﺎﺗﺎﺕ ..
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
منقووووووووووووول للأمانهه
ﺯﻣﺰﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﻣﺪﻯ
ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ
ﻟﻠﺸﺮﺏ ..
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺃﺣﻤﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﺪﻯ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺤﻴﻦ ، ﺃﻧﻪ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﺠﻤﻊ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎﺭﺁﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ
ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻥ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻴﺎﻩ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﻃﻮﻟﻬﺎ 18 ﻗﺪﻣﺎ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ 14 ﻗﺪﻣﺎً ، ﺗﻮﻓﺮ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ
ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ﻣﻨﺬ ﺣﻔﺮﺕ ﻣﻨﻌﻬﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ..
ﻭﺑﺪﺃ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻘﻴﺎﺱ ﺃﺑﻌﺎﺩ
ﺍﻟﺒﺌﺮ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﻪ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ،
ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻻﻏﺘﺴﺎﻝ، ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻟﻴﺼﻞ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ،
ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﺪﺧﻞ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﻏﻴﺮ
ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎً .. ﻭﻫﻨﺎ ﺧﻄﺮﺕ ﻟﻤﻌﻴﻦ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻭﻫﻲ ﺷﻔﻂ
ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻀﺨﺔ ﺿﺨﻤﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻟﻨﻘﻞ
ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺎﺕ ، ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﻨﺨﻔﺾ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺭﺅﻳﺔ
ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺷﻲﺀ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺸﻔﻂ،
ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻭﻫﻨﺎ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻟﺮﻣﺎﻝ
ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺷﻔﻂ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻴﺎﻩ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﺤﻠﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﻨﺒﻊ
ﺑﻨﻔﺲ
ﻣﻌﺪﻝ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﻪ
ﺍﻟﻤﻀﺨﺔ ، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺇﻃﻼﻗﺎً ﺑﺎﻟﻤﻀﺨﺔ ..
ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺎﻡ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﻴﺘﻢ ﺇﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ،
ﻭﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﻣﻜﺔ ﺍﺳﺘﻔﺴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻥ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺟﺎﻓﺔ ..
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻣﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ
ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ، ﻓﺎﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﻧﺴﺒﺔ ﺃﻣﻼﺡ ﺍﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﺴﻴﻮﻡ،
ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ
ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ ﺗﻨﻌﺶ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﻨﻬﻜﻴﻦ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻴﺎﻩ ﺯﻣﺰﻡ
ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ !!
ﻭﺃﻓﺎﺩﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺻﺎﻟﺤﺔ
ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻭﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﺑﺌﺮ ﺯﻣﺰﻡ ﻟﻢ ﺗﺠﻒ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ،
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ، ﻭﺃﻥ
ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﺸﺮﺏ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻌﺘﺮﻓﺎً ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﺑﺸﺮﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻨﻌﺸﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ
ﺑﻬﺎ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﻻ ﻳﺘﻢ
ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﻠﻮﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ
ﻋﺎﺩﺓ
ﻣﺎ ﺗﻨﻤﻮ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﺑﺎﺭ،
ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ
ﺃﻣﺎ ﺑﺌﺮ ﺯﻣﺰﻡ ﻓﻼ ﺗﻨﻤﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﻓﻄﺮﻳﺎﺕ
ﺃﻭ ﻧﺒﺎﺗﺎﺕ ..
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
منقووووووووووووول للأمانهه